التحكم في تغيّرات حاسة التذوق أثناء علاج السرطان: ماذا يمكنك أن تفعل؟

قد يكون التحكم في تغيّرات حاسة التذوق أثناء علاج السرطان تحديًا لكل من المرضى والأشخاص الذين يقومون برعايتهم.

إذا كنت مصابًا بالسرطان أو تأخذ علاجًا للسرطان، فقد يبدو لك أن مذاق الطعام ليس كالمعتاد. إن الأطعمة التي كنت تستمتع بها من قبل قد يصبح مذاقها الآن سيئًا في فمك - أو قد لا تشعر بمذاقها على الإطلاق.

تشرح هذه المقالة سبب حدوث ذلك وما يجب القيام به للمساعدة. استمر في القراءة إذا كنت تعاني من تغيرات في حاسة التذوق لديك، أو إذا كنت تقوم برعاية شخص مصاب بمرض السرطان وترغب في مساعدته على استعادة الشعور بالمتعة في تناول الطعام.

 

تغيّرات حاسة التذوق الشائعة أثناء أو بعد علاج مرض السرطان

تعتبر التغيّرات في مذاق الطعام أو الروائح من الآثار الجانبية الشائعة لمعظم علاجات مرض السرطان. عادةً، تختفي هذه الآثار الجانبية بعد بضعة أسابيع أو أشهر من انتهاء العلاج ¹.

قد تواجه بعضًا من تغيّرات حاسة التذوق الشائعة التالية أثناء أو بعد فترة قصيرة من علاج مرض السرطان ^{1 ، 2}:

• قد يكون مذاق طعامك غير واضح أو ليس له مذاق
• قد تشعر بمذاق معدني أو مر في فمك
• الأطعمة أو المشروبات التي تستمتع بها عادةً (مثل اللحوم الحمراء، أو القهوة، أو الشاي) قد يكون مذاقها شديد المرارة
• الأطعمة الحلوة التي تستمتع بها عادة قد يصبح مذاقها الآن حلو أكثر من المحتمل
• قد يكون مذاق الطعام الحار أشد - وعلى العكس من ذلك، قد تكون أقل حساسية تجاه التوابل
• قد يصبح مذاق الأطعمة مختلف عما كان قبل العلاج
• قد تشعر أن الطعام جاف في فمك أو مذاقه مثل الورق المقوى
• قد يصعب شم رائحة الطعام، مما يقلل أيضًا من مذاقه
• قد تكون رائحة الطعام قوية جدًا أو تختلف عن الرائحة السابقة، وتُشعرك بعدم الارتياح

تختلف هذه الآثار الجانبية من شخص لآخر ². ستتحسن معظم التغيّرات بمرور الوقت، لكن هذا يعتمد على نوع علاج مرض السرطان الذي تتلقاه، بالإضافة إلى مكان وجود هذا المرض في جسمك ².

 

مرض السرطان وتغيّرات حاسة التذوق: لماذا يحدث ذلك؟

قد تحدث التغيّرات في مذاق الأطعمة ورائحتها بسبب علاجات مرض السرطان أو في بعض الحالات، بسبب مرض السرطان نفسه. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة لتغيّر مذاق الأطعمة ²:

• العلاج الإشعاعي للرأس أو الرقبة قد يؤثر على براعم التذوق والغدد اللعابية. قد يتسبب ذلك في جفاف الفم ويؤثر على مذاق الطعام أو ملمسه أو رائحته.
• يدمر العلاج الكيميائي الخلايا السليمة، بما في ذلك تلك الموجودة في براعم التذوق لديك. يمكن أن يؤثر العلاج الكيميائي أيضًا على النهايات العصبية، مما قد يؤثر على شعورك بالطعام.
• جراحة الفم أو الأنف قد تؤثر على أجزاء من اللسان، أو الأنف، أو الغدد اللعابية. هذا يمكن أن يغير الطريقة التي تتذوق بها أو تشم أو تشعر بالطعام.
• الأدوية الأخرى المستخدمة في رعاية مرضى السرطان، مثل المضادات الحيوية، قد تلحق الضرر بالخلايا داخل الفم والأمعاء. قد يؤدي ذلك إلى تقرحات في الفم، مما يؤثر على استجابتك لدرجة حرارة الطعام، أو الأطعمة الحارة أو المالحة أو الحامضة.

قد يتسبب جفاف الفم لفترة طويلة من الوقت بسبب العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، أو الجراحة في حدوث التهابات في فمك، والتي يمكن أن تؤثر على مذاق الطعام ².

 

هل فقدان حاسة التذوق من أعراض مرض السرطان؟

قد يشير تغيّر أو فقدان حاسة التذوق أحيانًا إلى الإصابة بمرض السرطان ^{3 ، 4 ، 5}.

وفقًا لبعض الدراسات، يعاني حوالي ١٥٪ إلى ١٠٠٪ من مرضى السرطان من تغيّرات في التذوق في مرحلة ما ³. في الواقع، وفقًا لبعض الإحصائيات، يُعد التغيّر في المذاق رابع أكثر أعراض مرض السرطان شيوعًا بعد جفاف الفم، وفقدان الوزن، والشعور بالامتلاء بسرعة عند تناول الطعام ³.

ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن تغيّرات التذوق غالبًا ما تكون من أعراض علاجات مرض السرطان. لا تحاول تشخيص نفسك واستشر الطبيب إذا كنت قلقًا بشأن الأعراض.

ما نوع مرض السرطان الذي يسبب فقدان حاسة التذوق؟

من المرجح أن تسبب بعض أنواع مرض السرطان مثل سرطانات الرأس والرقبة، تغيّرات في التذوق ⁶. وتشمل ⁷:

• سرطانات الفم
• سرطانات الحلق
• السرطانات التي تصيب الحنجرة
• سرطان الأنف والجيوب الأنفية

ومع ذلك، قد تسبب أنواع أخرى من مرض السرطان تغيّرات في حاسة التذوق أيضًا. على سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة أن 17٪ من مرضى سرطان البروستاتا المتقدم يعانون من تغير في مذاق الطعام ⁵.

وجدت أبحاث أخرى أنه حتى سرطان القولون قد يسبب طعمًا مرًا في الفم ⁸. أخيرًا، يحدث أحيانًا تغيّرات وفقدان كامل لحاسة التذوق في سرطان الرئة 4.

 

التحكم في تغيّرات حاسة التذوق أثناء علاج مرض السرطان

يمكنك تجربة النصائح التالية للتحكم في تغيّرات حاسة التذوق أثناء علاج مرض السرطان ^{1 ، 3 ، 6}. قد تساعدك بعضًا من هذه الاستراتيجيات، والبعض الآخر قد لا تجدي نفعًا. في النهاية، ستحتاج إلى استكشاف أشياء مختلفة وإيجاد "الحيلة" المناسبة التي تجعل مذاق الطعام أفضل بالنسبة لك ³.

بعض الطرق للتحكم في تغيّرات التذوق أثناء علاج السرطان ^{1 ، 3 ، 6}:

• أضف نكهات صناعية إلى وجباتك
• انقع اللحم وأضف إليه المزيد من الصوصات لتحسين مذاقه
• موازنة المذاق المالح مع المذاق الحلو والعكس صحيح. حاول إضافة عصير الليمون إذا كان مذاق شيء حلوًا جدًا
• اختر الأسماك أو الدواجن أو المصادر النباتية للبروتين (مثل التوفو) بدلاً من اللحم البقري أو أي لحوم حمراء أخرى لها مذاقًا سيئًا لك
• تناول المزيد من الأطعمة المسلوقة أو الخفيفة لتجنب الشعور بالغثيان من النكهات الشديدة
• احتفظ بالأطعمة والوجبات في درجة حرارة الغرفة قبل تناولها، لأن ذلك يقلل مذاقها ورائحتها، مما يسهل تحملها
• استخدم الشفاط عند الطهي أو افتح النوافذ، أو قم بشراء وجبات جاهزة، أو لا تأكل الأطعمة التي تحتاج إلى الطهي إذا كانت الرائحة شديدة
• جرب وصفات وتوابل جديدة

لقد قمنا أيضًا بتغطية بعض التغيّرات الأكثر شيوعًا في التذوق وكيف يمكنك التحكم فيها بمزيد من التفاصيل أدناه.

ماذا تفعل عندما يكون مذاق الطعام مرًا

للتعامل مع المذاق المر يمكنك تجربة ما يلي:

• أضف المحليات، والنكهات الصناعية، أو الصوصات إلى وجباتك. على سبيل المثال، يمكنك أن تجرب تتبيل الطعام في عصير حلو، أو تتبيلة الحلو والحامض، أو تتبيلة إيطالية ⁴.
• اختر أطعمة أخرى ذات مذاق جيد بالنسبة لك، حتى لو لم تجربها من قبل ¹.
• امضغ علكة بنكهة النعناع أو قم بمص بونبون بالنعناع، أو ثلج، أو فاكهة حلوة مجمدة مثل البرتقال والشمام والبطيخ ⁶.

إن إضافة المكملات الغذائية إلى نظامك الغذائي يمكن أن يساعد أيضًا. على سبيل المثال، تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول مكملات الزنك قد يساعد في تحسين المذاق المر لدى الأشخاص الذين يخضعون لعلاج مرض السرطان ^{1 ، 9}. تحدث إلى فريق الرعاية الصحية الخاص بك قبل تناول أي مكملات.

قد يكون فريق الرعاية الخاص بك قادرًا أيضًا على اقتراح بعض الأدوية المفيدة. على سبيل المثال، قد يكونوا قادرين على التوصية ببعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في تحسين التذوق، مثل المارينول (دلتا-9-تتراهيدروكانابينول (THC)) وخلات الميسترول ¹.

مذاق كريه في فمك؟ إليك كيفية التخلص منه

في كثير من الأحيان، يمكن أن يسبب لك علاج السرطان مذاقًا سيئًا في فمك. للتخلص منه، جرب ما يلي ⁶:

• الحفاظ على نظافة الفم عن طريق تنظيف أسنانك بالفرشاة، والتنظيف بالخيط مرتين يوميًا، واستخدام غسول الفم.
• قم بالمضمضة بالماء قبل تناول الطعام للمساعدة في تخفيف أي مذاق سيئ والمساعدة في تذوق طعامك بشكل أفضل. امزج 1 ملعقة صغيرة من الملح مع 1 ملعقة صغيرة من صودا الخبز في 4 أكواب من الماء، قم بالمضمضة بقوة لمدة 30 ثانية على الأقل ثم تخلص من الماء.

قد ترغب في التحدث إلى اختصاصي التغذية أو فريق رعاية مرضى السرطان حول تجربة المكملات الغذائية. على سبيل المثال، تم تصميم منتجنا الغذائي "Resource Refresh" خصيصًا لمرضى السرطان الذين يعانون من تقرحات الفم أو تغيرات في حاسة التذوق بسبب علاجهم.

كيفية التخلص من المذاق المعدني في الفم من العلاج الكيميائي

يعد وجود مذاق معدني في الفم أمرًا شائعًا جدًا إذا كنت تخضع للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي ². عندما يكون مذاق الطعام معدنيًا من العلاج الكيميائي، فقد تساعدك النصائح التالية ^{1 ، 3 ، 4}:

• استبدل أدوات المائدة المعدنية بأدوات بلاستيكية واستخدم أكوابًا زجاجية
• أضف صوصًا حلوًا أو تتبيلة إلى اللحوم للتخلص من المذاق المعدني
• قم بأكل الحلوى الصلبة أو العلكة، خاصة بنكهات النعناع أو الليمون أو البرتقال
• إذا كانت اللحوم الحمراء ذات مذاق معدني، فلا تأكلها. جرب مصادر البروتين الأخرى كبديل، مثل الفول أو التوفو أو الدواجن
• اختر الفواكه والخضروات الطازجة بدلاً من المنتجات التي تأتي في علبة معدنية

عادة ما يبدأ هذا التأثير الجانبي في التحسن بعد فترة قصيرة من انتهاء العلاج.

 

لماذا تغيّرات حاسة التذوق مهمة إذا كنت مصابًا بمرض السرطان

أثناء علاجك من مرض السرطان، من المهم الحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها للحفاظ على صحتك وقوتك. لكن التغيّرات في التذوق قد تؤدي إلى فقدان الشهية. وهذا بدوره قد يسبب سوء التغذية أونقص التغذية أو فقدان الوزن ⁴. كل هذه العوامل قد تضر علاجك وتوقعاتك ⁴.

إذا كنت تعاني من أجل الحصول على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها من النظام الغذائي وحده، فتحدث إلى اختصاصي التغذية حول إمكانية دمج مكمل غذائي في نظامك الغذائي.

كجزء من نظام غذائي متوازن، يمكن أن تساعدك مجموعة مواردنا من الحلول الغذائية في دعمك في معركتك ضد مرض السرطان من خلال:

• مساعدتك في الحفاظ على وزن صحي
• إضافة البروتين والسعرات الحرارية إلى نظامك الغذائي عند الحاجة
• تجنب سوء التغذية

قد يكون التحكم في تغيّرات حاسة التذوق أثناء وبعد علاج مرض السرطان أمرًا صعبًا. ومع ذلك، فإن التغلب على هذه الصعوبة أمر مهم، لأن الأكل الصحي يحافظ على صحتك وقوتك في مكافحتك لمرض السرطان.

من خلال تجربة النصائح الموضحة أعلاه، نأمل أن تستعيد أنت أو الشخص الذي تقوم برعايته الشعور بالسعادة أثناء تناول الطعام. إذا كنت لا تزال تسعى للحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها من النظام الغذائي وحده، فتحدث إلى اختصاصي التغذية حول إضافة مكمل غذائي مثل منتجات "نستله ريسورس".